[ تاريخ العلوم العربية في روسيا  9Lp50737
[ تاريخ العلوم العربية في روسيا  9Lp50737
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورمراسلة الادارهمركز رفعالتسجيلدخولتسجيل دخول

 

  تاريخ العلوم العربية في روسيا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
القبطان
بينات المدير
بينات المدير
القبطان


 تاريخ العلوم العربية في روسيا  KT5Wy
الجنس : ذكر
الوطن :  تاريخ العلوم العربية في روسيا  Egypt10
مدينتى : الاسماعيلية
الهواية الهواية :  تاريخ العلوم العربية في روسيا  Painti10
الاوسمه : المدير العام
 تاريخ العلوم العربية في روسيا  Hh7.net_13057668174
المهنة :  تاريخ العلوم العربية في روسيا  Progra10
المزاج المزاج :  تاريخ العلوم العربية في روسيا  Pi-ca-18
احترام قوانين المنتدى :  تاريخ العلوم العربية في روسيا  111010
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1246
عدد النقاط عدد النقاط : 10573

 تاريخ العلوم العربية في روسيا  Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ العلوم العربية في روسيا     تاريخ العلوم العربية في روسيا  I_icon_minitime26th نوفمبر 2010, 6:17 pm


تاريخ العلوم العربية في روسيا



نقدم في هذا الباب سلسلة من المقالات والدراسات التي اعدها د. محمود الحمزة خصيصا من اجل قناة " روسيا اليوم" لتعريف القراء بجانب غير معروف كثيرا لدى الاوساط العلمية في العالم العربي هو الدراسات التي اجراها الباحثون في روسيا حول الرياضيات وغيرها من العلوم التي نبغ فيها العرب سابقا والمخطوطات العلمية العربية الكثيرة التي ما زالت تبحث عمن يتولى ترجمتها الي الروسية. ويعود الى د.الحمزة الفضل في ترجمة بعضها وتقديم الشروح لها. علما بأنه حصل على الدكتوراه في الرياضيات من جامعة موسكو وقام ببحوث في تأريخ الرياضيات العربية والاسلامية في القرون الوسطى. وقد مارس بعد التخرج التدريس في عدد من الجامعات العربية منذ عام 1985،ويقيم حاليا بموسكو. وشارك الباحث في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية في سورية ومصر وفرنسا والمغرب وليبيا ، وألف عشرة كتب في الرياضيات من اجل طلاب الجامعات منها " موجز تأريخ الرياضيات وتطورها الفكري والفلسفي". كما اعد ثلاثة قواميس علمية ونشراكثر من 50 بحثا علميا في المجلات العلمية، ويتمتع ايضا بعضوية عدد من الجمعيات العلمية العالمية وبعضوية هيئة تحرير عدة مجلات علمية.


" إسهامات العلماء العرب والمسلمين في تقدم الحضارة الإنسانية "

بقلم : الدكتور محمود الحمزة


خطة الدراسة:

1- منهج الدكتور رشدي راشد في تأريخ العلوم العربية.

2- أهمية دراسة تاريخ الرياضيات.

3- الظروف التي أدت لذلك التطور الهائل في العلوم العربية.

4- أهم انجازات العلماء العرب والمسلمين في الرياضيات.

5- دور المستعربين الروس في دراسة المخطوطات العلمية العربية.

6- عن انتقال العلوم المكتوبة بالعربية وتأثيرها في النهضة الأوروبية.



مقدمة لا بد منها:

عند دراستنا للحضارة التي ازدهرت في القرون 8-16 في ظل الدولة العربية الإسلامية لا بد من توضيح بعض المصطلحات:

1- إن كلمة " مسلم " تعني كل من أعتنق الإسلام بغض النظر عن قوميته وجنسيته. أي هناك علماء مسلمون ليسوا عرباً، كما أن هناك علماء عرب وغير عرب ليسوا بمسلمين ، ساهموا جميعاً في بناء الحضارة الإسلامية .

2- إن كلمة " عرب" لا تعني المنحدرين من العرق العدناني أو القحطاني فحسب ، إنما تشتمل في هذا البحث على كل من نطق أو تثقف بالعربية . وعندما نقول العلماء العرب والمسلمين نقصد كل العلماء الذين كتبوا باللغة العربية وعاشوا في ظل الدولة العربية الإسلامية . ولو كانت هناك جوازات سفر لحملوا الجواز العربي. لذلك نسميهم علماء عرب لأن ثقافتهم عربية بغض النظر عن جنسيتهم الأصلية . انظروا إلى أمريكا فيها علماء من جنسيات مختلفة ( عرب- ألمان - روس وغيرهم ) ولكنهم يعتبرون أمريكان لأنهم يحملون الجواز الأمريكي ولا يمثل هذا انتقاص من انتمائهم الأصلي لقومية ما بل واقع الحال هو الذي يفرض ذلك .

1) حول تأريخ العلم العربي بمنهج جديد (رؤية د. رشدي راشد):



الحديث عن التراث العلمي العربي عادة ما يتشعب ويطول وهناك جدل دائر منذ أكثر من نصف قرن أثاره المثقفون العرب والمسلمون حول التراث العلمي كإحدى وسائل التجديد. ونطرح هنا السؤال: لماذا العودة إلى الماضي الذي انطوت صفحاته؟ لماذا لا نهتم بالحاضر والمستقبل؟.هذه أسئلة مشروعة. ولكن البحث عن الجذور والأصالة لا يعني بأي شكل من الأشكال التبجح بالماضي أو ربطه بعوامل قومية أو دينية بحتة. وكذلك لا يعني إهمال الحاضر وعدم التفكير بالمستقبل.

ولتوضيح الصورة بشكل أدق نعود إلى الأسباب الحقيقية لظهور الاهتمام بتاريخ العلوم العربية والإسلامية. بدأ الاهتمام بتاريخ العلوم مع ظهور فلسفة التنوير في أوروبا في القرن 18 م. ففي فرنسا طرحت لأول مرة أفكار عظيمة حول القديم والحديث واحتاجت فلسفة التنوير لتعريف الحداثة. فقد أصبح ينظر إلى مفهوم التقدم المستمر للحقائق أو التراكم المستمر لها (د. راشد) وإلى التقدم المستمر للإنسانية مأخوذة كعقل واحد أو كشخص واحد (ومنهم الفيلسوف الفرنسي كوندرسيه الذي تحدث عن التقدم الذهني الإنساني). وهنا يظهر تمجيد العقل الإنساني بغض النظر عن اللغة أو العرق أو الدين. وطرح فلاسفة التنوير مهمة دراسة الفترات المتعاقبة والتطور الذهني خلال تلك الفترات. ولكي يتم رسم لوحة متكاملة لتطور الفكر الإنساني لا بد من دراسة جميع مراحل تطوره وهنا وجب التعمق في التراث العلمي العربي – كما يشير د. راشد. وعلى يدي كوندرسيه الفرنسي ظهر العلم العربي لأول مرة كإحدى فترات التاريخ المهمة. ومن يومئذ لم ينقطع اهتمام فلاسفة العلوم ومؤرخيها بالعلم العربي. وقد رأى بعض المؤرخين أهمية العلم العربي بأن ظهر في فترة سيطرت فيها الخرافات في أوروبا ولذلك بدأت بحوث مهمة في تاريخ العلم ومنها في تاريخ الرياضيات والطب والفلك. وكانت صورة العلم العربي مشرفة في هذه الفترة. ولكن فقر المعلومات وصعوبة التعرف على العلم العربي بسبب قلة المخطوطات العربية التي درست، وبالتالي فقد اعتمدوا على الترجمات اللاتينية للمخطوطات العربية، أي أن مؤرخي العلم في تلك الفترة لم يتعاملوا مباشرة مع المخطوطات العربية.v10img

ولكن ظهور مدرسة الفلسفة الرومانسية الألمانية وعلى رأسها ماكس مولر وغيرهم ترك اثراً كبيراً في دفع الاهتمام بتاريخ العلوم والتي استفاد منها العلم العربي في البداية ثم أصبح من ضحاياها لاحقاً (انظر محاضرة د. راشد). وجرى التمييز بين الأجناس حسب اللغات. فاللغات الآرية صالحة– برأي أصحاب الفلسفة الرومانسية - كعقلية علمية فلسفية أما اللغات السامية فتصلح لذهن ديني شعري فقط. وبالتالي انتشرت فكرة العبقرية اليونانية أو الأوروبية وأن العلم ظاهرة أوروبية صرفة. ولكن الرجوع إلى النصوص اليونانية أجبر المؤرخين العودة إلى النصوص العربية. التي حفظت فيها العديد من المخطوطات اليونانية والتي فقدت في أصلها اليوناني مثل كتاب ديوفنطس في المسائل العددية (7 كتب باليونانية و 4 بالعربية) وكتاب أبولونيوس في المخروطات (4 كتب باليونانية و3 بالعربية). واستمرت تلك النظرة العنصرية أو العقائدية تجاه العلم العربي على مدى قرنين (19 – 20) وبقيت آثارها حتى اليوم.

وللأسف لوحظت ظاهرة مؤسفة في أعمال حتى كبار مؤرخي العلم مثل كارا دي فو الفرنسي الذي لم يتمكن من رؤية ما كتبه نصير الدين الطوسي في كتابه "التذكرة النصيرية" حول نظام هيئة جديد (نظام فلكي) مخالف لنظام بطلميوس الوارد في كتابه "المجسطي". إلى أن جاء نيجيباور الأمريكي لينتبه لهذا الاكتشاف العظيم لنصير الدين الطوسي.

لكن الواقع أصبح يفرض نفسه وبدأ اهتمام واسع بالعلم العربي. وتميز العلم العربي بصفة جديدة لم تتوفر في أي علم آخر قبله وهي صفة العالمية.

فالعلم العربي عالمي بمنابعه ومصادره وهو عالمي بتمدداته وتطوراته. فمصادره هي الهلنستية والسنسكريتية والسريانية والفارسية وكان لهذا التنوع تأثير حاسم في صياغة ملامح العلم العربي والتي تمثلت بشكل خاص في انصهار تلك العلوم تحت قبة الحضارة الإسلامية ( راشد). وقد كان الهدف من ترجمة العلوم القديمة إلى العربية هو متابعة البحث بنشاط وحماس، علاوة على تلقيه الدعم الكبير من قبل السلطة السياسية آنذاك. وتكونت مدارس علمية كاملة مثل مدرسة حنين بن اسحق وابنه وأهله، ومدرسة بني موسى وتلاميذهم مثل ثابت بن قرة ومدرسة قسطا بن لوقا والمراصد الفلكية الكبرى التي تأسست وتبلورت حولها مكتبات علمية ضخمة لغتها الأساسية هي العربية – لغة العلم العالمية لعدة قرون. ومثال تلك المراكز مرصد مراغة الذي أشرف على تأسيسه نصير الدين الطوسي (ق 13) في عهد هولاكو. فقد كان الطوسي يستخدم الأموال التي يغدقها عليه الحاكم المغولي بسخاء، في شراء الكتب العلمية وصناعة الأجهزة وغير ذلك بما يخدم العلم والبحث العلمي. ويقال أن عدد الكتب في مكتبة المرص وصل إلى 400000 كتاب.

لقد تفاعلت التقاليد العلمية المختلفة لتنتج علوماً ومناهج جديدة مثل الجبر والاسقاطات الهندسية وعلم المناظر وحساب المثلثات وغيره. وكان للمجتمع والمدينة الإسلامية دوراً مهماً في انبثاق تلك الظاهرة التاريخية الجديدة وهي العلم العربي.

وقد أشار راشد إلى أهمية الممارسات الاجتماعية للعلماء وأهمها:

- التنقل والسفر الذي أصبح وسيلة للتعلم والتعليم. وظاهرة السفر في نطاق الدولة العربية الإسلامية من حدود الصين إلى أسبانيا لم يشهد لها التاريخ مثيلاً (ففي عهد الاسكندرية مثلاً كانت ظاهرة تنقل العلماء موجودة ولكنها لم تكن بتلك الأبعاد).

- المراسلات العلمية والتي شملت كل حقول المعرفة مثل مراسلات القوهي والصابي ومراسلات السيجزي مع رياضيي الري وخراسان ومراسلة شرف الدين الطوسي مع رئيس نظامية بغداد.

وخلاصة ذلك أنه حدثت تغيرات هائلة. فالعلم العربي تقدم محاطاً بموكبة من التحولات وتجددت العلاقات بين التقاليد العلمية الموروثة ولم تعد على ما كانت عليه وتغيرت محتويات المكتبة العلمية وامكانياتها. وتوحدت لغة العلم وزادت كثيراً تنقلات العلماء ومراسلاتهم.

ويرى راشد بأن النظرة العقائدية التي سادت في أوروبا لقرون طويلة أفقدت العلم طابعه العالمي الذي تميز به العلم العربي. واعتبروا في أوروبا علوم القرنين السادس عشر والسابع عشر هي المقياس الذي تقاس به كل العلوم ولم يكونوا يعرفون بأن تلك العلوم اعتمدت على العلوم العربية وذهبوا إلى أكثر من ذلك بأن اعتبروا تلك العلوم ثورة في التاريخ وأنها بدأت من الصفر أي اعتمدت فقط على العلم الأوروبي المكتوب باللاتينية وكأن علماً لم يسبقه.

وهذه كارثة في تاريخ العلوم فقد سادت تلك النظرة نتيجة جهل أوروبا أو تجاهلها للعلوم العربية التي قطعت أشواطاً متقدمة جداً في الاكتشافات الجديدة. ويؤكد راشد بأن ذلك التعالي الأوروبي لم يكن ممكناً لولا الجهل بأعمال مدرسة مراغة في علم الهيئة ومدرسة الخيام الجبرية وشرف الدين الطوسي في الهندسة التحليلية وكتابات بني موسى وثابت بن قرة في التحليل الرياضي ورسائل وكتب ابن سهل وابن الهيثم في المناظر وغيرهم الكثير. والحقيقة التي كان عليهم معرفتها هي: إن لم تعرف ما فعله العلم العربي لن تفهم ما تم قبله وما تم بعده.

ويؤكد راشد بأن إعطاء العلم العربي موقعه الصحيح لا يعني الانتقاص من أهمية مكتشفات ديكارت في الهندسة التحليلية وفيرما في نظرية الأعداد وكوبرنيكس في علم الفلك وغاليلو في علم الحركة. ويورد مثالاً على نظرية عمر الخيام (ق 12) في الهندسة الجبرية والتي تنص على حل المعادلات التكعيبية بواسطة القطوع المخروطية. أما الجديد عند ديكارت فهو دراسة المنحنيات بالمعادلات الجبرية. ولكن في أوروبا عندما درسوا أعمال ديكارت اعتقدوا أنه استفاد من أعمال أبولونيوس (ق 2 ق.م.) في القطوع المخروطية ولم يعتبروا أن أحداً جاء بعده ودرس هذه المواضيع. وبالتالي حدث خلط بين ما هو معروف قبل ديكارت وما هو الجديد عنده. إن في ذلك إساءة لسمعة ديكارت العلمية ومكانته في تاريخ العلم.

ويصل راشد إلى استنتاج مفاده أن الاهتمام الجدي والموضوعي بتاريخ العلم العربي لا بد منه لتحقق ثلاث مهمات: لفتح الطريق أمام فهم حقيقي لتاريخ العلم الكلاسيكي (ق 16-17 م) أو للعلم في القرون 9-17، ولتحديد تاريخ العلوم عامة لإعادة رسم الصورة التي شوهتها النظرات الإيديولوجية أو العقائدية. وأخيراً لمعرفة الثقافة العربية الإسلامية حق المعرفة بإعادة ما كان من أبعادها وهو البعد العقلي العلمي. فالتراث الإسلامي لم يكن لغة وديناً وأدباً وحسب بل كان أيضاً علوماً وفلسفة ومنطقاً. وكانت أصالة هذا التراث في عالميته وانفتاحه.

وهنا يطرح سؤال نفسه: على ماذا يجب أن يركز الباحث في تاريخ العلوم العربية؟ يؤكد راشد على ضرورة التفريق بين سرد الوقائع وبين كيفية بناء النظريات. فإن لم يتعرض المؤرخ إلى التقنيات التي استخدمها العلماء وكيفية تطورها فإن لا قيمة لعملهم . أي أن تاريخ العلوم ليس تأريخاً بالمعنى الخاص بل هو علم قائم بذاته ومهمته الكشف عن تاريخ النظريات العلمية وتكونها وعن تبلور أفكار العلماء وتقدير اسهاماتهم مقارنة بمن سبقوهم ومدى تأثيرهم على من أتوا بعدهم. إن تاريخ العلوم هو علم له مقوماته وله منهجه العلمي. فالمستشرقون الذين كتبوا في تاريخ العلوم العربية منهم من حاول غرس بعض الأفكار بتركيزه على جوانب معينة من التاريخ كأن روجوا لفكرة ان العلم هو ظاهرة عربية أو إسلامية أي حاولا ربطها بالجانب القومي أو الديني لكي يبرروا أفكارهم العقائدية حول غربية العلوم. أو روجوا لفكرة أن العلم العربي انهار منذ القرن الرابع عشر مثلاً. والحقيقة هي أن قلة الاطلاع على المخطوطات العربية هي السبب في عدم اكتشاف ما قدمه العلماء العرب في القرون الخامس عشر وحتى السابع عشر وخاصة في مجال الفلك (مرصد أوغ بك في سمرقند وغيره).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sfentalaslam.yoo7.com
القبطان
بينات المدير
بينات المدير
القبطان


 تاريخ العلوم العربية في روسيا  KT5Wy
الجنس : ذكر
الوطن :  تاريخ العلوم العربية في روسيا  Egypt10
مدينتى : الاسماعيلية
الهواية الهواية :  تاريخ العلوم العربية في روسيا  Painti10
الاوسمه : المدير العام
 تاريخ العلوم العربية في روسيا  Hh7.net_13057668174
المهنة :  تاريخ العلوم العربية في روسيا  Progra10
المزاج المزاج :  تاريخ العلوم العربية في روسيا  Pi-ca-18
احترام قوانين المنتدى :  تاريخ العلوم العربية في روسيا  111010
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1246
عدد النقاط عدد النقاط : 10573

 تاريخ العلوم العربية في روسيا  Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ العلوم العربية في روسيا     تاريخ العلوم العربية في روسيا  I_icon_minitime26th نوفمبر 2010, 6:19 pm


2) أهمية دراسة تاريخ الرياضيات :



تبدأ عوامل النهضة عند أي شعب من الشعوب بالاهتمام بالماضي وكشف حقائقه الحسنة وربطها بحاضره . ومما لا شك فيه أن كل أمة لا تكون على صلة بماضيها لا تستطيع احترام حاضرها وقد قال جورج سارتون : " من الضلال أن يقال إن إقليدس هو أبو علم الهندسة أو أبيقراط هو أبو علم الطب " ويقصد أن العلوم هي نتاج الشعوب على مر التاريخ . ونحن هنا نتكلم عن موضوع مهم وهو تاريخ الرياضيات وله جوانب متعددة ويطرح أسئلة مختلفة . لماذا دراسة التاريخ وخاصة القديم منه ؟ . وما الفائدة من ذلك . هناك من يقول : إن المعارف القديمة لا تهمنا لأننا في كل يوم نشهد تحولاً وانقلابات في العلم والفكر. وبالتالي ما هي ميزة تاريخ العلم القديم منه والحديث لندرسه .إن هذا مغالطة ليس بعدها مغالطة. فالتراث الإنساني وخاصة العلمي متواصل فهو كالبنيان يتكون لبنة لبنة على مر التاريخ ولا يجوز أن نحذف منه جزء وإلا فالصورة ناقصة والمنطق غير صحيح وعادل تجاه تلك الجهود والتضحيات العظيمة التي قدمها العلماء والباحثون للوصول إلى الحقيقة. فالفكر البشري كائن ينمو ويتطور فأجزاء منه تقوم بأدوار معينة في أوقات خاصة لتمهد لأدوار أخرى معينة تالية. ومن واجبنا عند الحديث عن تاريخ العلوم وخاصة الرياضيات توخي الدقة والأمانة العلمية وهذه مهمة كل العلماء. تكفي هنا الإشارة إلى أن جميع الأمم المتقدمة تعطي اهتماماً كبيراً لإحياء تاريخها وتراثها العلمي. إن دراسة تاريخ الرياضيات مسألة هامة جداً ، لما لذلك من تأثير واسع وعميق على المتخصصين والدارسين. وتمكننا هذه الدراسة لتاريخ الرياضيات وتطورها عبر المراحل التاريخية من متابعة تطور الأفكار الرياضية وتصاعدها وتوسعها وتعمقها وكيفية التغلب على المتناقصات والصعوبات وحل الأزمات التي تقف بوجه الرياضيين التي تبدو أحياناً وفي حينها شبه مستحيلة الحل. كل ذلك يجعل الفرد المتعلم يستند إلى قاعدة متينة وغنية من الأفكار الرياضية والإبداعات البشرية والمساعي المتواصلة والمكثفة في سبيل اكتشاف قانون أو برهان علاقة أو حتى إثبات عدم صحة قضية رياضية.

وبدراسة تاريخ الرياضيات، كأننا نعيد اكتشاف الرياضيات كعلم وعلاقات ومبرهنات لأننا نرصد نموها التاريخي ولكن بشكل سريع أقرب منه إلى الشريط السينمائي في فترة زمنية محددة وتؤكد لنا دراسة تاريخ الرياضيات على مثابرة وصبر العلماء في بحوثهم و معالجاتهم لحل مسائل رياضية كما فعل العالم المجري بولياي (Bolyai) حيث كرس حياته بكاملها لدراسة مسلمة التوازي (المسلمة الخامسة لإقليدس) ولم يحقق نتيجة بينما توصل ابنه الرياضي بولياي إلى فكرة الهندسة اللاإقليدية. هذه المسلمة الخامسة التي تطلب دراستها من قبل العلماء آلاف السنين لكي يثبتوا استقلاليتها عن بقية مسلمات إقليدس أو إمكانية برهانها .v10img

ونذكر أيضاً العالم النرويجي آبل (Abel) الذي كتب مذكراته الرياضية قبل ساعتين من إعدامه وهو رهين السجن وكان لم يتجاوز الثلاثين من عمره حيث أصبحت تلك الأفكار التي سجلها معلماً هاماً وفتحت آفاقاً واسعة في الرياضيات وهي تنتمي إلى الرياضيات الحديثة ( ق 19 م) كما أن العالم الفرنسي جالوا (Galois) مات في مبارزة وهو في سن الحادية والعشرين ولكنه ترك أثراً ملحوظاً في الرياضيات الحديثة وأفكاره تعرف بنظرية جالوا وهي متعلقة بنظرية الزمر المهمة في الرياضيات المعاصرة. يؤكد ذلك أن النتاجات العظيمة للعقل البشري في مجال الرياضيات لها قصة وتاريخ شيق مليء بالأحداث والمفاجآت، بالنجاحات و الإخفاقات، بالصبر والدروس الغنية للأجيال.

إن دراسة تاريخ الرياضيات ولو بشكل موجز تعطي للإنسان نظرة شاملة مترابطة حول نشوء وتطور الأفكار الرياضية مما يساعد على بلورة منطق علمي تاريخي ويؤكد على التواصل الحضاري. كما أن تعليم "تاريخ الرياضيات" في المراحل الجامعية يعد ظاهرة صحيحة وضرورة ملحة لأهمية ذلك .

فالإنسان منذ القدم يعتمد على غيره ويحاول الإتيان بشيء جديد وعلى هذا فالاعتماد والابتكار هما من العوامل اللازمة لتقدم المدنية و ارتقائها بل لا تقوم حضارة ولا تزدهر ثقافة إلا عليها .

فلقد اعتمد المصريون على البابليين والسومريين والكلدانيين والفينيقيين واعتمد الإغريق على المصريين. كما أعتمد الرومان والهنود على من سبقهم من الإغريق وغيرهم وأخذ العرب عن هؤلاء. و اقتبست أوروبا عن العرب وعن الذين سبقهم ، وهكذا فالجهود الفكرية ملك عام يمكن لمن يريد أن يعتمد عليها ويقتبس منها ما يعود عليه بالنفع والتقدم. ولقد أثبتت التحريات الحديثة أن العلوم الرياضية ميدان اشتركت فيه القرائح المختلفة وأن النتائج فيها لا تنحصر في أمة من الأمم أو شعب من الشعوب فللبابليين نصيب في ميدان الابتكار والإنتاج وكذلك للمصريين والإغريق والهنود والعرب وغيرهم نصيب هام في حقول العلم فقد ساهم هؤلاء في تنميتها وتنشئتها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه. وقد ثبت لدى الباحثين أن أقدم الآثار الرياضية وصلت إلينا من بابل ومصر وهناك دلائل كثيرة لا يحيطها الشك تشير إلى انتقال هذه الآثار إلى الإغريق وقد أخذوا وزادوا عليها. وأبان كاربينسكي (L.Karpinski ) وكذلك أكد سارتون (G.Sarton) أن الاتصال بين بابل ومصر واليونان كان موجوداً وأن هناك نظريات وبحوث كانت تنسب لعلماء يونان ثبت أنها من وضع علماء بابل ومصر . ويذكر د. فوزي رشيد أن نظرية فيثاغورس القائلة بأن مربع الوتر في المثلث القائم الزاوية يساوي مجموع مربعي الضلعين القائمتين ليست من إبداعه الشخصي على الإطلاق وإنما نظرية ابتدعها الفكر الرياضي البابلي منذ أوائل الألف الثاني قبل الميلاد وقد اكتشفت لوحة في تل حرمل قرب بغداد مدونة بالخط المسماري تؤكد معرفة البابليين لهذه النظرية التي اشتهرت باسم نظرية فيثاغورس .

وثمة فيض من الأمثلة الأخرى التي سنأتي على ذكرها في الفصول القادمة. كما نضيف أيضاً أن دراسة تاريخ الرياضيات تؤثر في أخلاقيات دارس الرياضيات لأنها تعلم الدارس ما يلي :

1- التفكير الموضوعي الذي يعتمد على الدليل المنطقي الاستنتاجي أو التجريبي الإحصائي .

2- النظر إلى المعارف العلمية بشكل ديناميكي .

3- عدم التسليم المطلق بالأشياء بل الجدل والسعي نحو الحقيقة بصبر ومثابرة .

4- اعتماد روح الشك في التعامل مع القضايا الرياضية .

5- احترام العلماء وتقدير جهودهم وتضحياتهم الشخصية .

6- التواضع وعدم الغرور. وأن ينظر الدارس لنفسه على أنه جزء من التطور وأن يحترم الفكر العلمي ولا يستهين بالرأي الآخر. فهناك علمــاء اكتشفوا نظريات مهمة وجديدة لكن معاصريهم من العلماء، في معظمهم، لم يتقبلوا تلك الاكتشافات في حينها إلا بعد مرور عشرات السنين ( هندسة لوباتشيفسكي اللا إقليدية قوبلت بالرفض في وقتها ولكن فيما بعد اقتنع العلماء والأوساط العلمية بهذه الهندسة وعرفوا قيمتها العظيمة ولكن بعد موت لوباتشيفسكي نفسه).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sfentalaslam.yoo7.com
 
تاريخ العلوم العربية في روسيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علم التاريخ ... علم شرعي من أشرف العلوم وأعظمها !!
» اسطوانة كاملة تحتوى على اكثر من الف مجلد فى شتى العلوم الاسلامية.
»  ○◙◙○◙◙○هوامش علي تاريخ الحجاج○◙◙○◙◙○
» بعض من تاريخ المسجد الحرام
» تاريخ المسجد النبوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: رحله الى الجزيره الاسلاميه :: شاطىء التاريخ الإسلامي-
انتقل الى:  
اجمل الصفحات الاسلاميه على الفيس بوك
ينصح باستخدام متصفح الفايرفوكس

 تاريخ العلوم العربية في روسيا  Uouso_11

غير مسجل
لحظة من فضلك
هذا الموقع وقف لله تعالى ...... نسأل الله عز وجل ان يجعله خالص الوجهه الكرى حقوق النسخ محفوظه لكل مسلم هذا الموقع لا ينتمي إلى أي جهة سياسية ولا يتبع أي طائفة معينة إنما هو موقع مستقل يهدف إلى الدعوة في سبيل الله وجميع ما يحتويه متاح للمسلمين على شرط عدم الإستعمال التجاري وفي حالة النقل أو النسخ أو الطبع يرجى ذكر المصدر ملاحظة :كل مايكتب فى هزا المنتدى لا يعبر عن راى ادارة الموقع او الاعضاء بل يعبر عن راي كاتبه فقط

معلومات عنك ايها العضو

IP

تلاوات 2
FacebookTwitter