العبد المسكين اذكر الله
الجنس : الوطن : مدينتى : الرياض الهواية : المهنة : المزاج : احترام قوانين المنتدى : عدد المساهمات : 160 عدد النقاط : 472
| موضوع: علم التاريخ ... علم شرعي من أشرف العلوم وأعظمها !! 27th أكتوبر 2010, 9:02 pm | |
| كثير من الناس في هذا الزمان ينظرون الى علم التاريخ نظرة دونية ولا يهتمون بهذا العلم او يدرسونه ! , فياليت شعري , أهم أفقه من سلفنا الصالح إذ أدركوا أهمية هذا العلم واشتغلوا به ! علم التاريخ هو علم شرعي كباقي العلوم الشرعية مثل الفقه والحديث والتفسير والعقيدة ... الخ , وهو علم قائم بذاته يحتاج اليه علوم أخرى كعلم الحديث , فبالتاريخ يُعرف وفيات الرواة وبه يُتأكد من التقاء الرواة او عدمه ! وهو علم له أصول في الكتاب والسنة , ولن أُسهب في ذكر كافة الآيات التي تحدثت عن الأمم السابقة (التاريخ) فأكثر من ثلثي القرآن عبارة عن (تاريخ) وقصص الأمم السالفة والسابقة ,وهذا إنما يدل على عظم هذا العلم وشرفه , ولعلي في هذا المقام أبين فقط بعض الآيات دون حصرها التي حثتنا على قراءة التاريخ .. قال الله " قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ " قال ربي : " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ " بل إن الله سبحانه وتعالى جعل علم التاريخ أحد أساليب الدعوة المأمور بها شرعاً .. والتي لابد ان يتسلح الدعاة بهذا العلم واستخدامه في دعوة الناس !! قال ربي وأحق القول ربي آمرا سيدنا موسى عليه السلام :" وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ " ولما حكى الله قصة عابد بني إسرائيل "بلعام بن باعوراء" الذي أتاه الله من العلم فانسلخ منه , فقال ربي في نهاية تلك القصة "فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " فنحن مأمورون باستخدام التاريخ وقصص التاريخ في دعوة الناس , وهذا من فعل الأنبياء عليهم السلام قال ربي على لسان شعيب عليه السلام : " وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ" والآيات في ذلك كثيرة جدا ولو انتقلنا سريعا الى السنة النبوية المطهرة نجد فيها كثرة ما استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم التاريخ في دعوة الناس .. فكثيرا في الأحاديث ما نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنه كان فيمن كان قبلكم كذا وكذا ! والتاريخ هو التطبيق العملي لسنن الله تعالى في بناء الأمم والتمكين وسقوط الحضارات , فإن لله تعالى سنن لا تتغير ولا تتبدل ولا تتحول , وقد بيّن الله تعالى في كتابه بعض تلك السنن جلية واضحة صريحة , وهناك بعض السنن الآخرى التي لا يستنبطها إلا أهل العلم بالتاريخ وسنن أخرى علمها من علمها وجهلها من جهلها , وكذلك السنّة النبوية المطهرة حوت على كثير من سنن الله تعالى التي تحكم الدول والتي تُهلكها ! بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر عن بعض سنن الله تبارك وتعالى المتعلقة ببناء الدول وهلاكها , فكما صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة المرأة المخزومية التي سرقت : قال الصادق المصدوق : " إنه أهلك من كان قبلكم أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد .. الحديث " وهنا بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم احد السنن الربانية الخطيرة جدا في هلاك الأمم وهي ضياع العدل ! وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية واضح في قيام الدولة العادلة وإن كانت كافرة , وهلاك الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة !! .. وهذا من فقهه رحمه الله ! والآيات الكريمة والأحاديث النبوية المطهرة في هذا الباب جليلة وكبيرة .. وإنما أردت من هذا المقال ان نلقي الضوء على شرف علم التاريخ وأهميته ! والتاريخ الإسلامي هو تاريخ عقيدة قبل أن يكون تاريخ دول وممالك وغزوات وفتوحات ! فالتاريخ الإسلامي نستطيع ان نقول أنه تاريخ ديني لا يُفهم او يُقرأ إلا من منظور إسلامي بحت على منهج أهل السنة والجماعة , ومن يفقد هذا الضابط فلا يستطيع ان يفهم حركة التاريخ الإسلامي ودوافعه وأحداثه . فإن أصر بعض المتغافلين او الجاهلين على عدم أهمية علم التاريخ , أو أنه ليس بهذه الدرجة من الأهمية ليوضع بجوار الفقه والعقيدة والحديث والتفسير و.. الخ , فنقول له : تعال معي لنرى كيف فهم السلف تلك الآيات وهل أدركوا فعلا أهمية علم التاريخ !! وهم القوم الذين نقلوا لنا هذا الدين وهم أفقه الناس بالكتاب والسنة ومراد الله ورسوله من تلك الآيات والأحاديث, ومنهجنا "السلفي" إنما قائم على فهم سادات السلف لآيات الكتاب والسنة ومن جاء بعدهم من التابعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين .. نظرة واحدة متأملة في المراجع والمصادر التاريخية تكفي لتدرك وتعلم أهمية علم التاريخ عند السلف ! فإن أئمة السلف والتابعين وسائر علماء الأمة قد اشتغلوا بالتاريخ وألفوا فيه وذيلوا على الكتب التاريخية .. فلو قلنا مثلا ان شرف هذا العلم ومقامه من شرف ومقام المشتغليه به ! فنجد عندنا الطبري وابن كثير والذهبي وابن حجر العسقلاني وابن تيمية والسخاوي والسُبكي والبخاري و... الخ سأكتفي بهذا القدر .. على أن في الجعبة الكثير حول هذا الأمر وشرف هذا العلم , إنما أردت ان ألقي الضوء فقط على عظم هذا العلم وعلو مقامه بين العلوم الشرعية الأخرى . ان شاء الله تعالى سيكون هناك مقالا أكثر تفصيلا وتوثيقا عن أهمية علم التاريخ .. وسأتي به بتعريف التاريخ لغة واصطلاحا وأقوال العلماء في هذا العلم وتفسير الآيات التي تتحدث عن هذا العلم من كلام السلف الصالح ! منقول بازن الله | |
|