الإمام الألباني: "لم يثبت حديث في خلق حواء من ضلع آدم" !!
كاتب الموضوع
رسالة
ايهاب انور اذكر الله
الجنس : الهواية : احترام قوانين المنتدى : عدد المساهمات : 104 عدد النقاط : 310
موضوع: الإمام الألباني: "لم يثبت حديث في خلق حواء من ضلع آدم" !! 19th أكتوبر 2010, 8:08 pm
الإمام الألباني: "لم يثبت حديث في خلق حواء من ضلع آدم" !!
6499 (السلسلة الضعيفة) ( إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ؛ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَخَرجتْ مِنْهُ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَانْتَزَعَ ضِلَعاً مِنْ أَضْلَاعِهِ فَخَلَقَ مِنْهَا حَوَّاءَ ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهَما الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ) . منكر جداً . أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (3/206/2) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (5/1553/1015) من طريق مُحَمَّد بْن شُعَيْبٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ... فذكره . وعلقه ابن منده في "التوحيد" (1/211) ، ووصله ابن عساكر في "التاريخ" (2/624) من طريق أخرى عن محمد بن شعيب ... به . قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبدالرحمن بن زيد بن أسلم : متفق على تضعيفه ، واتهمه بعضهم ، وهو صاحب حديث توسل آدم بالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهو موضوع ؛ كما تقدم في المجلد الأول برقم (25) ، وانظر الحديث (333) . وقد خالفه هشام بن سعد ؛ فقال : عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة به وأتم منه دون قوله : "وانتزع ضلعاً ... فخلق منها حواء " رواه الترمذي وصححه وكذا الحاكم ووافقه الذهبي ، وهو مخرج في "ظلال الجنة" (1/91/2069) ، وقال الترمذي : "وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". قلت وأخرج بعضها عنه وعن غيره من الصحابة مرفوعاً وموقوفاً السيوطي في "الدر المنثور" (141 - 143) .
وإلى هذه الطرق أشار المعلق الفاضل على "العظمة" بقوله - بعد أن أشار إلى ضعف الإسناد لأجل عبدالرحمن - : " ولكن الحديث صحيح ثابت من طرق أخرى "! ولكنه لم ينتبه لكونها خالية من ذكر (حواء) ، ولمخالفة هشام بن سعد لعبدالرحمن إسناداً ومتناً . نعم قد جاءت هذه الزيادة عن جمع من الصحابة موقوفاً من طريق أسباط بن نَصْرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ مُرَّةَ بْنِ شُرَاحَبِيلَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا :
أخرجه ابن منده في "التوحيد" (1/213 - 214) ، وقال : "أَخْرَجَ مُسْلِمُ عَنْ مُرَّةَ ، وَعَنْ السُّدِّيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ حَمَّادٍ ، وَأَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ فِي "كِتَابِهِ" ، وَهَذَا إِسْنَادٌ ثَابِتٌ "! كذا قال ! وأسباط مختلف فيه ، وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق كثير الخطأ ، يغرب". فهو إسناد ضعيف ، مع كونه موقوفاً ، فكأنه من الإسرائيليات ، وقد روى ابن سعد (1/39) وغيره عن مجاهد في قوله تعالى : {وخلق منها زوجها} ، قال : "خلق (حواء) من قُصَيْرى (1) آدم ". وذكر ابن كثير في "البداية" (1/74) عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ أنها خلقت من ضلعه الأقصر الأيسر وهو نائم ، ولأمَ مكانه لحماً . وقال : "ومصداق هذا في قوله تعالى ... " فذكر الآية مع الآية الأخرى : { جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ اِلَيْهَا ... } الآية ، لكن الحافظ أشار إلى تمريض هذا التفسير في شرح قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " استوصوا بالنساء [خيراً ] ، فان المرأة خلقت من ضلع ..." (2) ؛ فقال (6/36 : "قيل : فيه إشارة إلى أن (حواء) خلقت من ضلع آدم الأيسر ... " وقال الشيخ القاري في "شرح المشكاة" (3/460) : "أي خلقن خلقاً فيه اعوجاج ، فكأنهن خلقن من الأضلاع ، وهو عظم معوج ، واستعير للمعوج صورة ، أو معنى ونظيره في قوله تعالى : {خلق الإنسان من عجل} ". قلت : وهذا هو الراجح عندي أنه استعارة وتشبيه لا حقيقة ، وذلك لأمرين : الأول : أنه لم يثبت حديث في خلق حواء من ضلع آدم كما تقدم . والآخر : أنه جاء الحديث بصيغة التشبيه في رواية عن أبي هريرة بلفظ : "إن المرأة كالضلع ... ". أخرجه البخاري (5184) ،ومسلم (4/17 ،وأحمد (2/428 و 449 و 530) وغيرهم من طرق عن أبي هريرة ، وصححه ابن حبان (6/189/4168 - الإحسان) . وأحمد أيضاً (5/164 و6/279) وغيره من حديث أبي ذر ، وحديث عائشة رضي الله عنهم .
فأقول : هذا إسناد ضعيف إلى الإمام الشافعي ؛ فإن أبا اليمان المصري لا يُعرف إلا في هذه الرواية ، وأفاد الحافظ في "التهذيب" أن الصواب فيه : (أبو لقمان) - واسمه : محمد بن عبدالله بن خالد الخراساني - . وقال في التقريب : "مستور" . وحقه أن يقول : "مجهول" ؛ لأنه قال في "المقدمة" في صدد ذكر مراتب التوثيق : "السابعة : من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق ، وإليه الإشارة بلفظ : مستور ، أو مجهول الحال ".
وهو لم يذكر له راوياً في "التهذيب" ؛ غير (أحمد بن موسى بن معقل) كما تقدمت الإشارة إلى ذلك . ثم إنه وقع في وهم آخر ، وهو أنه نسب هذا الأثر لابن ماجه في ترجمة أحمد هذا وشيخه أبي اليمان ، وبالتالي جعلهما من رجال ابن ماجه ، والواقع أن الأثر من زيادات أبي الحسن بن سلمة القطان على "سنن ابن ماجه" ، وهو راوي "السنن" ، وأحمد بن موسى إنما هو شيخه - أعني أبا سلمة - ، وأبو اليمان من رجاله ، ولذلك لم يترجم لهما المزي في "تهذيب الكمال" ، ولا الذهبي في "الكاشف" ؛ فاقتضى التنبيه . ولأبي الحسن القطان ترجمة حسنة في "سير النبلاء" (15/463 - 465) .
__________ (1) هو أعلى الأضلاع وأسفلها ، وهما (قٌصَيْريان) ، ووقع في الأصل (قيصري) ! (2) متفق عليه من حديث أبي هريرة ، وهو مخرج في "الإرواء" (7/53) .
رحم الله العلامة محمد ناصر الدين الألباني وجزاه عنا كل خير ، آمين آمين.
منقول
الإمام الألباني: "لم يثبت حديث في خلق حواء من ضلع آدم" !!
هذا الموقع وقف لله تعالى ...... نسأل الله عز وجل ان يجعله خالص الوجهه الكرى
حقوق النسخ محفوظه لكل مسلم هذا الموقع لا ينتمي إلى أي جهة سياسية ولا يتبع أي طائفة معينة إنما هو موقع مستقل يهدف إلى الدعوة في سبيل الله
وجميع ما يحتويه متاح للمسلمين على شرط عدم الإستعمال التجاري وفي حالة النقل أو النسخ أو الطبع يرجى ذكر المصدر
ملاحظة :كل مايكتب فى هزا المنتدى لا يعبر عن راى ادارة الموقع او الاعضاء بل يعبر عن راي كاتبه فقط