القبطان بينات المدير
الجنس : الوطن : مدينتى : الاسماعيلية الهواية : الاوسمه : المهنة : المزاج : احترام قوانين المنتدى : عدد المساهمات : 1246 عدد النقاط : 10573
| موضوع: أيعيد التاريخ نفسه..؟؟ دراسة لأحوال العالم الإسلامى قبل صلاح الدين-متجدد 24th أغسطس 2010, 8:29 pm | |
| أيعيد التاريخ نفسه ...؟؟
دراسة لأحوال العالم الإسلامى قبل صلاح الدين
مقارنة مع تاريخنا المعاصر ...
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
(( إن فن التاريخ من الفنون التى تتداولها الأمم والأجيال ، وتشد إليه الركائب والرحال ،
وهو فى ظاهره لا يزيد عن أخبار عن الأيام والدول ، والسوابق من القرون الأول .
وفى باطنه نظر وتحقيق ، وتعليل للكائنات دقيق ، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق ، فهو لذلك أصيل فى الحكمة عريق )). إبن خلدون
إن الفترة التى سنكتب عنها إن شاء الله
هى صورة عن القرن الرابع الهجرى وما تلاه حتى مجئ صلاح الدين :
كيف حدث التغيير ؟؟
ومن أين أبدأ ..؟؟؟
فمثل نور الدين وصلاح الدين لا يأتيان فجأة دون تمهيدات وإرهاصات
وما كان واقعا فى فى ذلك العصر وما تم بعده من تغيير يشبه من
بعض الوجوه ما نحن فيه الآن ،
وسنرى كيف بدأت الإفاقة ،
وكيف خبت قليلا
ثم ظهرت بشكل أقوى ،
ومن الطبيعى أن تستغرق وقتا أطول مما يتصور ؛
لأن النظم السياسية والإقتصادية التى أستقرت من قبل كانت من الرسوخ لدرجة تحتاج فيها إلى جرعات قوية لإزاحتها ،
ومع ذلك لم تزحزح تماما ،
وأستمرت بعد هذين الملكين العادلين ،
ولكن محاولات الإصلاح والتجديد لم تنقطع ،
سواء كان ذلك عن طريق العلماء أو الأمراء ،
وقد بدأت بوادر يقظة فى العصر الحديث ،
ولكنها بطيئة تحمل أثقال وأعباء القرون السابقة ،
ولعلها توفق بإذن الله إلى التغيير المنشود والإصلاح المرجو
وما ذلك على الله بعزيز
والله ولى التوفيق
المقدمة للمؤلف بتصرف ......
الفصل الأول
الأحوال العامة للمسلمين قبل الهجوم الصليبى
1- الخلافة فى بغداد والتمزق الداخلى .
2- ونموذج من الخراب الإقتصادى .
3- العلماء والسياسة .
4- الباطنيون والإرهاب الداخلى .
(( وهذا ما سنركز عليه لأكثر البنود تشابها فى هذا الزمان )).
5- التجاوب الضعيف .
والله غالب على أمره
نسأل الله التيسير
وهذه تقدمة للموضوع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
تمهيد
إذا أردنا رسم صورة لحالة المسلمين الساسية منذ بداية القرن الرابع وحتى منتصف القرن الخامس
الهجريين ، فسنجد حالة مزرية من الضعف والتشرذم الذى عم العالم الإسلامى يومها ، هذا
العالم الذى تحول إلى فسيفساء من الدول الصغيرة المتغالبة المتناحرة (( سبحان الله !! مرآه لما نحن فيه الآن ))
فقد سيطرت الأنانية سيطرة تامة ،
ولغة الغريزة هى التى تتكلم ، والمحافظة على كرسى الحكم هو الغاية ، ولو أدى ذلك إلى طلب
المعونة من الكفار ، أو ذهاب البلد للأعداء ، ولم تتحرك الهمم للتعاون فيما بينهم للمصحة العامة ،
فضلا على أن تتحرك للوحدة مرة ثانية .
وقد أُبتلى المسلمون فى هذه الفترة بالحركات الباطنية التى أتخذت التشيع ستاراً لها تخدع به
العوام والطغام ، وتنفذ منه للطعن فى الإسلام نفسه ، وقد قال كثير من المؤرخين والعلماء الذين
كتبوا عن الفرق :
((إن الحركات الباطنية ما هى إلا ردة فعل فارسية تجاه الفتح العربى الإسلامى ، وأنهم عندما أخفقوا
عسكريا وثبتت أقدام الفاتحين ، ورأوا أن هذا أمر لا مرد له ،عندئذ قاموا بمحاولة الهدم من الداخل ،
وقد علموا أن الدعوة للآل البيت والتظاهر بحبهم وتعظيمهم تجد آذانا صاغية ، وتدغدغ
عواطف المسلمين ، وكثير من عوام السنة فيهم براءة وغفلة أحيانا ، فيخدعون من هذا الجانب .
أستغلت الحركات الباطنية هذا الوضع السيئ ، ونشطت فى نشر مبادئها بشكل سرى وعلنى
متخذة من التشيع ستارا لها ، ثم ينقلون أتباعهم بعدئذ شيئا فشيئا إلى التحلل الكامل من الدين .
ولم يبتل المسلمون فى كل عصورهم بأشد مما أبتلوا بهؤلاء الذين أضعفوا الخلافة ، بكثرة
خروجهم فى الداخل ومساعدتهم للأعداء فى الخارج ،كتعاونهم مع التتار والصليبيين ، كما زرعوا
الرعب فى قلوب الناس بلجوئهم إلى أسلوب الأغتيالات الفردية ، ونجحوا فى ذلك نجاحا مؤقتا .
فهم كاليهود كلما تنمروا وأفسدوا فى الأرض هيأ الله لهم من يسومهم سوء العذاب ، ولكنهم لا
يرتدعون ولا يعتبرون :
(( كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله )) المائدة :64
إن قوة أهل السنة تكمن فى الحق الذى معهم ، وهم منصورون بإذن الله إذا أجتمعوا وأتحدوا ،
وأخذوا بالأسباب الشرعية ، وربما يميل بعض الناس إلى الرأى الذى يقول :
((إن كثرة الدول فى ذلك العصر تنطوى على شيئ من الإيجابيات ، لأنها دول ناشئة فتية ، والحقيقة
– بغض النظر عن عقائدها –لم تغن من النواحى العسكرية والسياسية ، إلا ما قام به الحمدانيون فى
صدِّ الروم وغزوهم ، وكانت فترة محددة بعصر سيف الدولة الحمدانى وبعد وفاته عادت الأمور إلى ما
كانت عليه من التناحر .
أما البويهيون والعبيديون فإنهم أستعملوا قوتهم الفتية فى التسلط على المسلمين ، ولم يستعملوها
للدفاع عنهم فضلا عن ضم ممتلكات جديدةللدولة الإسلامية ، وما يقال عن حبهم للعلم
وتشجيعهم للعلماء أو الأدباء وجمعهم للكتب ، فهذا لا يساوى شيئا أمام ظلمهم وقتلهم لعلماء
السنة وتعصبهم لمذهبهم .
وأما القرامطة فحدِّث عن فسادهم ولا حرج ، فهم أسوأ خلق الله إعتقاداً وعملا .
وإننا فى وصفنا لحالة العالم الإسلامى لا نستعرض تاريخا محضا ، بقدر ما ما هو ربط
الماضى بالحاضر واستشراف للمستقبل ،وشيئ آخر :
أنه عندما نتكلم عن هذا العصر فإنما نعنى ما غلب عليه ، وإلا فقد وُجد من الوزراء ما فيه قوة وخير
كالوزير على بن عيسى بن داود بن الجراح الذى كان محدثاً إماماً ،قام بشئون الوزارة فى عهد
المقتدر العباسى والقاهر ، وسمع من العلماء وينطوى على دين متين وعلم وفضل وكان مجلسه
موفورا بالعلماء .
قال الصولى :
(( لا أعلم أنه وزر لبنى العباس مثله فى عفته وزهده وحفظه للقرآن ، وكان يجلس للمظالم وينصف الناس ، توفى بمكة 334هــ)).
الذهبى سير أعلام النبلاء (( 15 /298))
ومنهم الوزير إبن هبيرة يحيى محمد ، مصنف كتاب ( الإفصاح ) ، قرأ القرآن وسمع الحديث ،
وكانت له معرفة جيدة بالنحو ، تفقه على مذهب الإمام أحمد ( رحمه الله ) ، وهو من خيار الوزراء ،
وزر للخليفة القتفى ، توفى سنة 560 هــ))
إبن كثير البداية والنهاية (( 12 / 269 ))
كما أن كثرة العلماء فى هذا العصر حفظت المسلمين من الضياع ،وإن كان المطلوب منهم أكثر من
ذلك.
يتبع إن شاء الله
الخلافة فى بغداد والتمزق الداخلى
| |
|